تعريف بعلم اللغة نشرها الشيخ إبراهيم حسونة
علم اللغة وهو ثاني علوم العربية تدوينا بعد وضع علم النحو .موضوعه :إذا كان علم النحو قد وضع لتقويم اللحن في الكلام الذي يُغيّر المعاني ،
فإن هناك فسادًا آخر قد دخل على لغة العرب غير فساد اللحن
ألا وهو الجهل بمعاني الألفاظ العربية ،
وقد أدى هذا الجهل إلى أمرين : الأول : استخدام الناس للألفاظ العربية في غير موضوعها في لغة العرب . والأمر الثاني : هو استخدام الناس لألفاظ غير مناسبة ،
أو استحداث ألفاظ جديدة للتعبير عن معاني مرادة لجهلهم باللفظ المناسب الذي يستخدمه العرب . أي أن الجهل بمعاني الألفاظ قد أدى إلى استخدام الألفاظ في غير موضوعها وإلى العجز عن التعبير عن المعاني بالألفاظ المناسبة . ومن هنا ظهرت الحاجة إلى تدوين الألفاظ العربية ومعانيها ، وهذا هو موضوع علم اللغة : وهو " ضبط دلالة الألفاظ على المعاني " .ثمرة علم اللغة : وهو أيضًا في تحمل اللغة وآدائها من جهة علاقة اللفظ بالمعنى .والمقصـود بالتحمـل : فهم المعــاني الصحيحــة لكـلام الغير ، ويدخل في هذا : الفهم الصحيح لمعاني الكتاب والسنة وفق مايفهمه العرب من ألفاظهما .والمقصـود بالأداء : قدرة المتكلم على التعبير عن المعاني المرادة بالألفاظ المناسبة في لغة العرب ، أي التعبير عن المعاني بالكلمات الفصيحة .تدوين علم اللغة : قام العلماء بتدوين هذا العلم من ثلاث جهات :الجهة الأولى :تدوين أصول علم اللغة وأصواتها وضوابط دلالة الألفاظ على المعاني ،
وسمي هذا ( بفقه اللغة )
وأقدم كتبه المعروفة لنا كتاب ( الخصائص ) لابن جني ( أبو الفتح عثمان بن عمرو ) 392 هـ ،
ومن أفضلها ( المزهر في علوم العربية ) للسيوطي 911 هـ ،
ومن كتب المعاصرين ( دراسات في فقه اللغة ) للدكتور صبحي الصالح ،
و( فقه اللغة ) للدكتور علي عبد الواحد وافي .الجهــة الثانيـة :تــدوين ألفــاظ اللغــة العربية ( مفرداتها ) مع بيان معنى ، أو معاني كل كلمة منها ،
وسميت الكتب المشتملة على هذا ( معاجم ألفاظ اللغة ) ،
وأقدمها كتاب ( العَيْن ) للخليل بن أحمد الفراهيدي 165 هـ ؛
ثم كثرت هذه المعاجم وتنوّعت طرائق مؤلفيها في الترتيب والاستيعاب وفي البسط والاختصار .
###
فمن جهة الترتيب :
@@
منهم من رتب الكلمات على ترتيب مخارج الحروف ،
كما فعل الخليل بن أحمد في كتاب ( العين ) ، فبدأ بحروف الحلق ثم حروف الحَنَك فالأضراس فالشفة فالحروف الهوائية ، ولما كان أقصى حروف الحلق هو حرف العَيْن ، فبدأ كتابه بالكلمات التي تبدأ بحرف العين وسّمى كتابه بأول مابدأ به ( العين ) كما كانت عادة كثير من السلف في تسمية كتبهم .@@
ومنهــم من رتــب الكلمــات على حــروف المعجــم المعروفــة مراعيًا أواخر الكلمات ؛
فبدأ بالكلمات التي آخرها همزة ، وهذه طريقة معظم الأقدمين كما فعل الجوهري ( إسماعيل بن حماد ) 393 هـ في كتابه ( تاج اللغة وصحاح العربية ) ،
وابن منظور الأفريقي 711هـ في ( لسان العرب ) ،
و مجد الدين الفيروز أبادي 817 هـ في ( القاموس المحيط )
الذي شرحه السيد محمد مرتضى الزبيدي 1205 هـ في ( تاج العروس ) .
@@
ومنهــم من رتــب الكلمـات على حروف المعجم مراعيا أوائل الكلمات،
فبدأ بالكلمات التي أولها همزة وهكذا ،
وهذه طريقة الرازي في ( مختار الصحاح ) والذي اختار كلماته من كتاب ( الصحاح ) للجوهري ،
والفيومي في ( المصباح المنير ) ،
و ( المعجم الوسيط ) لمجمع اللغة العربية وغيرها ، هذا من جهة الترتيب .
@@######@@
أما من جهة الاستيعاب :
فمــن المؤلفــين من ألّف كتابــه على الاستيعــاب لمعظــم مفــردات اللغــة
: كالخليل في ( العين ) ، وأبي منصور الأزهري 370هـ في ( تهــذيب اللغـة ) ،
والجوهري في ( الصحـاح ) ، وابن منظور في ( لسان العرب ) ، والفيروزأبادي في ( القاموس المحيط ) .
ومع استيعابهم فقد بينوا ما هو شائع الاستعمال وما هو مهمل مهجور من الألفاظ ،
وأكبر هذه المعاجم هو ( لسان العرب ) لابن منظور .
@@
ومن المؤلفين من اقتصرعلى المفردات الشائعــة الاستعمال دون المهجــورة ،
ومن هذا كتاب ( الألفاظ ) لابن السِّكِّيت ، وكتاب ( الفصــيح ) لثعلب291 هـ ، و( مختار الصحــاح )للرازي ، و( المصباح المنير ) للفيومي . @@
ومن المؤلفــين من اقتصــر على مفــردات علــوم معينــة ،
ومنها كتب مفــردات القــرآن ( كالمفردات في غريب القرآن ) للراغب الأصفهاني 502 هـ ، أو مفردات الحديث ( كالنهاية ) لابن الاثير 606 هـ ، أو المفـردات التي يتــداولها الفقهــاء ( كالزاهر في غــريب ألفــاظ الشافعي ) لأبي منصور الأزهري 370 هـ ، و( تهذيب الأسماء واللغات ) للنووي 676هـ ،
ومنهم من صنف في المفردات ذات القيمة البلاغية ( كأساس البلاغة ) لمحمود بن عمر الزمخشري 538 هـ صاحب تفسير ( الكشاف ) فإنه اقتصر على ذكر الألفاظ التي تدور معانيها بين الحقيقة والمجاز ، وإن كان ورود المجاز في اللغة هو محل خلاف ورفضه ابن تيمية وابن القيم ؛فهذه أهم معاجــم الألفاظ المعروفة وطرائقها في الترتيب والاستيعاب .##@@##
الجهة الثالثة من جهات تدوين علم اللغة :هى تدوين المعاني المختلفة مع بيان اللفظ المناسب لكل معنى منها ،
وهذه هى ( معاجم المعاني ) .
فمعاجم الألفاظ تبدأ بذكر اللفظ ثم تبين معناه ،
أما معاجم المعاني فإنها تبدأ بذكر المعنى ثم تبين اللفظ المناسب له ،
ويتم ترتيب المعاني فيها على أبواب ،
فتذكر الكَثْرة مثلاً ثم تذكر الألفاظ الدالة على الكثرة في مختلف المناسبات والأحوال . وفائدة معاجم المعاني : اختيار اللفظ المناسب للتعبير عن المعنى المراد بأفصح ماتستعمله العرب .
##
وأهم معاجـم المعاني :كتاب ( المخصـّص ) لابن سِيــده ( أبو الحسـن علي بن إسماعيل الأندلسي ) 458 هـ ،
وهو كتاب مبسوط ضخم ،
وهناك كتاب مختصر في مجلد وهو ( فقه اللغة وسر العربية ) لأبي منصور الثعالبي 429 هـ ،
وقريب منه كتاب ( الألفاظ الكتابية ) للهمذاني ( عبدالرحمن بن عيسى )320 هـ .
وعلى هذا
فكتب علم اللغة ثلاثة أنواع
:
" كتب فقه اللغة ، ومعاجم الألفاظ ، ومعاجم المعاني " ،
وهذا هو ثاني علوم اللغة العربية تدوينًا .
علم اللغة وهو ثاني علوم العربية تدوينا بعد وضع علم النحو .موضوعه :إذا كان علم النحو قد وضع لتقويم اللحن في الكلام الذي يُغيّر المعاني ،
فإن هناك فسادًا آخر قد دخل على لغة العرب غير فساد اللحن
ألا وهو الجهل بمعاني الألفاظ العربية ،
وقد أدى هذا الجهل إلى أمرين : الأول : استخدام الناس للألفاظ العربية في غير موضوعها في لغة العرب . والأمر الثاني : هو استخدام الناس لألفاظ غير مناسبة ،
أو استحداث ألفاظ جديدة للتعبير عن معاني مرادة لجهلهم باللفظ المناسب الذي يستخدمه العرب . أي أن الجهل بمعاني الألفاظ قد أدى إلى استخدام الألفاظ في غير موضوعها وإلى العجز عن التعبير عن المعاني بالألفاظ المناسبة . ومن هنا ظهرت الحاجة إلى تدوين الألفاظ العربية ومعانيها ، وهذا هو موضوع علم اللغة : وهو " ضبط دلالة الألفاظ على المعاني " .ثمرة علم اللغة : وهو أيضًا في تحمل اللغة وآدائها من جهة علاقة اللفظ بالمعنى .والمقصـود بالتحمـل : فهم المعــاني الصحيحــة لكـلام الغير ، ويدخل في هذا : الفهم الصحيح لمعاني الكتاب والسنة وفق مايفهمه العرب من ألفاظهما .والمقصـود بالأداء : قدرة المتكلم على التعبير عن المعاني المرادة بالألفاظ المناسبة في لغة العرب ، أي التعبير عن المعاني بالكلمات الفصيحة .تدوين علم اللغة : قام العلماء بتدوين هذا العلم من ثلاث جهات :الجهة الأولى :تدوين أصول علم اللغة وأصواتها وضوابط دلالة الألفاظ على المعاني ،
وسمي هذا ( بفقه اللغة )
وأقدم كتبه المعروفة لنا كتاب ( الخصائص ) لابن جني ( أبو الفتح عثمان بن عمرو ) 392 هـ ،
ومن أفضلها ( المزهر في علوم العربية ) للسيوطي 911 هـ ،
ومن كتب المعاصرين ( دراسات في فقه اللغة ) للدكتور صبحي الصالح ،
و( فقه اللغة ) للدكتور علي عبد الواحد وافي .الجهــة الثانيـة :تــدوين ألفــاظ اللغــة العربية ( مفرداتها ) مع بيان معنى ، أو معاني كل كلمة منها ،
وسميت الكتب المشتملة على هذا ( معاجم ألفاظ اللغة ) ،
وأقدمها كتاب ( العَيْن ) للخليل بن أحمد الفراهيدي 165 هـ ؛
ثم كثرت هذه المعاجم وتنوّعت طرائق مؤلفيها في الترتيب والاستيعاب وفي البسط والاختصار .
###
فمن جهة الترتيب :
@@
منهم من رتب الكلمات على ترتيب مخارج الحروف ،
كما فعل الخليل بن أحمد في كتاب ( العين ) ، فبدأ بحروف الحلق ثم حروف الحَنَك فالأضراس فالشفة فالحروف الهوائية ، ولما كان أقصى حروف الحلق هو حرف العَيْن ، فبدأ كتابه بالكلمات التي تبدأ بحرف العين وسّمى كتابه بأول مابدأ به ( العين ) كما كانت عادة كثير من السلف في تسمية كتبهم .@@
ومنهــم من رتــب الكلمــات على حــروف المعجــم المعروفــة مراعيًا أواخر الكلمات ؛
فبدأ بالكلمات التي آخرها همزة ، وهذه طريقة معظم الأقدمين كما فعل الجوهري ( إسماعيل بن حماد ) 393 هـ في كتابه ( تاج اللغة وصحاح العربية ) ،
وابن منظور الأفريقي 711هـ في ( لسان العرب ) ،
و مجد الدين الفيروز أبادي 817 هـ في ( القاموس المحيط )
الذي شرحه السيد محمد مرتضى الزبيدي 1205 هـ في ( تاج العروس ) .
@@
ومنهــم من رتــب الكلمـات على حروف المعجم مراعيا أوائل الكلمات،
فبدأ بالكلمات التي أولها همزة وهكذا ،
وهذه طريقة الرازي في ( مختار الصحاح ) والذي اختار كلماته من كتاب ( الصحاح ) للجوهري ،
والفيومي في ( المصباح المنير ) ،
و ( المعجم الوسيط ) لمجمع اللغة العربية وغيرها ، هذا من جهة الترتيب .
@@######@@
أما من جهة الاستيعاب :
فمــن المؤلفــين من ألّف كتابــه على الاستيعــاب لمعظــم مفــردات اللغــة
: كالخليل في ( العين ) ، وأبي منصور الأزهري 370هـ في ( تهــذيب اللغـة ) ،
والجوهري في ( الصحـاح ) ، وابن منظور في ( لسان العرب ) ، والفيروزأبادي في ( القاموس المحيط ) .
ومع استيعابهم فقد بينوا ما هو شائع الاستعمال وما هو مهمل مهجور من الألفاظ ،
وأكبر هذه المعاجم هو ( لسان العرب ) لابن منظور .
@@
ومن المؤلفين من اقتصرعلى المفردات الشائعــة الاستعمال دون المهجــورة ،
ومن هذا كتاب ( الألفاظ ) لابن السِّكِّيت ، وكتاب ( الفصــيح ) لثعلب291 هـ ، و( مختار الصحــاح )للرازي ، و( المصباح المنير ) للفيومي . @@
ومن المؤلفــين من اقتصــر على مفــردات علــوم معينــة ،
ومنها كتب مفــردات القــرآن ( كالمفردات في غريب القرآن ) للراغب الأصفهاني 502 هـ ، أو مفردات الحديث ( كالنهاية ) لابن الاثير 606 هـ ، أو المفـردات التي يتــداولها الفقهــاء ( كالزاهر في غــريب ألفــاظ الشافعي ) لأبي منصور الأزهري 370 هـ ، و( تهذيب الأسماء واللغات ) للنووي 676هـ ،
ومنهم من صنف في المفردات ذات القيمة البلاغية ( كأساس البلاغة ) لمحمود بن عمر الزمخشري 538 هـ صاحب تفسير ( الكشاف ) فإنه اقتصر على ذكر الألفاظ التي تدور معانيها بين الحقيقة والمجاز ، وإن كان ورود المجاز في اللغة هو محل خلاف ورفضه ابن تيمية وابن القيم ؛فهذه أهم معاجــم الألفاظ المعروفة وطرائقها في الترتيب والاستيعاب .##@@##
الجهة الثالثة من جهات تدوين علم اللغة :هى تدوين المعاني المختلفة مع بيان اللفظ المناسب لكل معنى منها ،
وهذه هى ( معاجم المعاني ) .
فمعاجم الألفاظ تبدأ بذكر اللفظ ثم تبين معناه ،
أما معاجم المعاني فإنها تبدأ بذكر المعنى ثم تبين اللفظ المناسب له ،
ويتم ترتيب المعاني فيها على أبواب ،
فتذكر الكَثْرة مثلاً ثم تذكر الألفاظ الدالة على الكثرة في مختلف المناسبات والأحوال . وفائدة معاجم المعاني : اختيار اللفظ المناسب للتعبير عن المعنى المراد بأفصح ماتستعمله العرب .
##
وأهم معاجـم المعاني :كتاب ( المخصـّص ) لابن سِيــده ( أبو الحسـن علي بن إسماعيل الأندلسي ) 458 هـ ،
وهو كتاب مبسوط ضخم ،
وهناك كتاب مختصر في مجلد وهو ( فقه اللغة وسر العربية ) لأبي منصور الثعالبي 429 هـ ،
وقريب منه كتاب ( الألفاظ الكتابية ) للهمذاني ( عبدالرحمن بن عيسى )320 هـ .
وعلى هذا
فكتب علم اللغة ثلاثة أنواع
:
" كتب فقه اللغة ، ومعاجم الألفاظ ، ومعاجم المعاني " ،
وهذا هو ثاني علوم اللغة العربية تدوينًا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق